الضجة المثارة اليوم يمينا وشمالا حول استقالة محمد الشرقاوي من رئاسة اتحاد طنجة، يجب أن تجعلنا نقرأ مابين سطور هذه الاستقالة، ونقرأ كذلك مسار سنة من تحمل الرجل ثقل هذه المسؤولية التي ليست بالأمر الهين، فكان أمام مرمى فريق ممزق، وأنقذه من السلاليم الدنيا رفقة عدد من الشخصيات، وجمهور غيور ينتظر النتائج، ومنتقذون شبه حقودين من هنا وهناك، باتوا يظهرون اليوم بشكل واضح وجلي للجميع.
هذا المسار، وهذه السنة بأكملها، يجب أن نقدم فيه للرجل شكر وتقدير وعرفان، مع إيقاف العتاب والمؤاخذات ضد كل الذين قدموا الكثير من المساعدات للفريق من شخصيات ورجال أعمال بالمدينة فهؤلاء ايضا يستوجب أن نشكرهم ونقدرهم على كل المجهودات التي قاموا بها، فقد كان لهم نصيب كبير من الدفع بالفريق ماديا ومعنويا وهذا بشهادة الشرقاوي بنفسه لمرات متكررة، سواء من عمل منهم في الخفاء أو العلن، والكل كان يتابع كيف كان الشرقاوي يحاول التوفيق، بين رئاسة الفريق الشبه غارق في الديون، وضعف الميزانيات، ومسؤولية طنجة المدينة من جهة أخرى، وبالفعل ربح الرهانين، ولو على حساب صحته ووقته وأسرته، لذا فإن استقالة الرجل تسير في طريقها، فهذا قراره قد يصيب فيه أو يخطئ إلا أن اتخاذه قد يكون باسباب قد تبدو له منطقية، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولهذا أضحى اليوم أكثر من أي وقت مضى الجلوس للتأمل، والتأمل في مستقبل الفريق الطنجي والبحث عن الحل الراهن مادام أن طنجة هي ثاني قوة اقتصادية بالمملكة، وللحفاظ على مكتسبات هذه السنة من المسؤولية التي تم فيها تحقيق نتائج جيدة، ثم كذلك البحث عن مسار الضائقة المالية التي يعرفها الفريق وتعزيزه مجددا حتى يبقى في مصاف الفرق الكروية ويشرف وجه مدينة طنجة .
