شهدت مدينة طنجة، مساء الجمعة 31 أكتوبر، توافد آلاف المواطنين إلى ساحة الأمم للاحتفال بالخطاب الملكي السامي وباعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2797، الذي كرّس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ واقعي ووحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وتحوّلت الساحة إلى ملتقى وطني كبير، حيث احتشد السكان من مختلف أحياء المدينة حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، مردّدين شعارات تعبّر عن تشبّثهم بمغربية الصحراء، تجاوبًا مع مضامين الخطاب الملكي الذي وصف المرحلة الراهنة بـ”الفتح المبين”.
وتزيّنت ساحة الأمم بلافتات وطنية كُتبت بخط اليد أو طُبعت مسبقًا، تحمل عبارات مؤثرة مثل “من طنجة إلى الكويرة” و”المسيرة مستمرة” و”الصحراء قضية ملك وشعب”. كما صدحت الأناشيد الوطنية من مكبّرات الصوت المحمولة، وردّدها الحاضرون في أجواء جسّدت التلاحم القوي بين العرش والشعب.
وعرفت الاحتفالات مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية، رجالًا ونساءً وأسرًا بكاملها، إلى جانب مجموعات شبابية نظّمت نفسها بشكل عفوي وسط أجواء من الفرح والفخر الوطني. وتهافت الحاضرون على توثيق اللحظات وبثها مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
كما تخلّلت الأجواء عروض موسيقية وزغاريد نسائية عند كل لحظة تفاعل جماعي، خاصة خلال بث مقاطع من الخطاب الملكي، ما أضفى طابعًا احتفاليًا مميزًا على المشهد الوطني.
ولم تقتصر مظاهر الاحتفال على طنجة وحدها، بل عمّت مختلف مدن المملكة، من الرباط والدار البيضاء إلى فاس ومراكش وأكادير والعيون، حيث خرج المواطنون بشكل عفوي إلى الشوارع والساحات العامة للتعبير عن اعتزازهم بالقرار الأممي الجديد وبما حمله الخطاب الملكي من رسائل قوية تؤكد عدالة الموقف المغربي.
وقد عملت السلطات المحلية على تنظيم حركة المرور وتأمين محيط ساحة الأمم، حيث مرّت الاحتفالات في أجواء هادئة ومنضبطة دون تسجيل أي حوادث تُذكر.
وتأتي هذه التعبيرات الشعبية الواسعة تأكيدًا لما ورد في الخطاب الملكي من أن التحول الحاصل في مواقف المجتمع الدولي تجاه قضية الصحراء يمثل “فتحًا مبينًا”، بعدما ثبّت القرار الأممي الجديد مبادرة الحكم الذاتي كخيار جاد وحصري لتسوية هذا النزاع .

